كنت طفلة في 16 عشر من العمر حين تساءلت أول مرة عن علاقة العفة بالشكل. ذات مساء عند رجوعي من الثانوية سعيدة بطلاء الأظافر الوردي الذي وضعته على يدي صديقتي أثناء الاستراحة، وأنا في الطريق تعرضت للتحرش من طرف رجل في سن أبي، ردي كان نظرة حادة رفضا لكلماته، فأجاب نظرتي بتهكم قائلا: -ملي ماباغاش لي يتحرش بك علاش دايرا صباغة .."إذا لم تكني تريدين التحرش لماذا تضعين طلاء الأظافر؟" طوال الطريق أتساءل هل طلاء الأظافر أنقص من عفتي .. في تلك الفترة كنت أستفيد من أنشطة حملة أطلقتها حركة دعوية تحت شعار "حجاب عفتي" زاد هذا الشعار من تعميق تسؤلاتي. -الآن وبعد مرور سنوات أحاول مشاركة الإجابة. العفة قيمة من القيم الإنسانية، أقرها الإسلام وجعلها من قيمه العليا. وأبلغ التعريفات التي وجدت للعفة أنها " لذة وانتصار على النفس والشهوات وتقوية لها على التمسك بالأفعال الجميلة والآداب النفسانية " [1] ، ومن خلال هذا التعريف فالعفة تتجاوز عفة الفرج لعفة البطن، والعفة عن أكل الحرام والشبهات وأموال الناس، والعفة عن أعراض الناس. العفة...